Tuesday, June 26, 2007

Tuesday, June 19, 2007

lotfya Addlimi , photo : Khalid Kaki , Madrid



اللوحة الاحيائية واللامكان : اشراقات الوجود


الرسام العراقي صدرالدين امين : شامان العناصر وكاهن اللون


لطفية الدليمي
باريس




[ عندما يصفو قلبك وتتحرر روحك,سوف تتمكن حينها ان ترى بعيني فؤادك كل مايوجد خارج هذا العالم , سترى حينها الصورة والمصور]
جلال الدين الرومي




تقدم هلا في مدار اهتمامها بالفن التشكيلي العراقي والعالمي تجربة فنية فريدة لفنان عراقي مغترب عرف في الاوساط الفنية ب (الفنان البدائي) و كتبت عن اعماله صحف اجنبية وعربية
وتناولها نقاد في الفن و صحفيون , ويعرض متحف الفن الحديث في مدينة لانكستر من بين مقتنياته
لاعمال الفنانين المعاصرين عملا لفناننا العراقي صدر الدين امين..


مثابر, جاد وساخر ,طفولي ,جبلي , عراقي حتى الجنون,مستغرق في االتنقيب عن المعرفة والبحث في اعماق تجربته وعلامات الحضارات السالفة ومعطيات االعصر مفتون بالجمال ,
,مولع بالطبيعة والبراءة واللون الساطع , اشكاله قوية وشديدة الوضوح ,لوحاته هي اسطورته الشكلية ومشروعه الروحي الخالص,هو العراقي المتشبع بموروث رافديني ثري وثقافة كردية لها; اسرارها وميثولوجيتها وفن اسلامي علاماتي غني بالايحاء والروحانيات , تبث لوحاته بتضاد الوانها وكائناتها االمتخيلة وترابط عناصرها , موسيقاها المرحة وعنفوانها الطوفاني الى المتلقي ,لتشركه في لعبة الفنان الذي يرى الرسم لعبة مبررة وعملا سحريا للنفاذ الى متاهات الروح الانسانية واسرارها ,شأن مجاهدة صوفية وتأمل متواصل في الكون .,


كائنات الساحر في عين العاصفة


نحاول هنا تفحص العلاقة بين المنجز الفني والفضاءات الواقعية والافتراضية بقراءة يمكن ان تتخذ
المجال الروحي ميدانا لها لما عند الفنان صدرالدين امين من اشراقات وذوبان روحي فى اللوحة ,لوحته التي تتقدم في احتدام لحظة الخلق مكتنزة باساطير رافدينية وعواصف لونية تتواشج وتتناغم
مع مؤثرات الفن ما بعد الحداثي..
اللوحة لدى صدر الدين امثولة لوجود حيوي مقلق للمألوف في نشوزها على النمط ومغايرتها لما تعتد به الذاكرة من خزين معلوماتي عن العالم وكائناته الحية, وتمضي بنا الى عالم متخيل يعج بما
لانتوقعه من الخلائق والرموز والاشكال غير المسبوقة التي ابتدعتها المخيلة الخصبة للرسام وتقف
هذه اللوحة على حد البرزخ بين الدهر في سرمديته والزمن الارضي في انقطاعاته, وتلك مجازفة
بالمعاني ومخاطرة بالمعرفة السكونية للعا لم المستتب السائر حسب التوقعات والحسابات المسبقة.


لو اننا نسأل :من اين اتيت بكل هذا العالم العجب؟
و لو سألناه : ما انت؟ لكان صدر الدين ضحك من لاتوقع السؤال, فمالوف التحاور ان يسال من انت ؟ هل سيجيب ؟ لست متاكدة من شئ , فالاجوبة
لاتعني الكثير لفنان لايتوقف عن نبش الزمن بالاستفهامات والدهشة ,هو يلتهم الاسئلة و يتمثلها
لانها بذرة المعرفة وطريق العارفين ,
لاهو و لااي مناٌ يعلم من نكون في عماء هذا العالم ,لذا نتراكض في اللعبة مابين الكلمة ومابين
الشكل واللون ونجاهر ببحثنا اللاهث عن فراديس مضيعة لاوجود لها الافي المخيلة وفي طوايا
اللوحة او النص , الفردوس المفقود هو اللامكان , يوتوبيا الحلم التي يستحيل الامساك بها , لذا
يجمدها الفنان في لوحة و يبثها كعلامات , يفنى فيها مثل صوفي زاهد ..يلاحق التجربة مرارا ولا ينتظر الفوز بها ..فالاجابة ليست هي االمرتجى انما المحاولة التى تردم الهوة بين ان نوجد كما نريد , وبين ان نستسلم لمصائر يقدرها لنا النمط والتقليد المستقر.
هو سليل لهذا الشرق وصمته المرعد, ابن الحضارات العظمى التي لها قلب اعصار و عين عاصفة , تحرك الزمن والموجودات ضمن نطاقها الحيوي ,بمعنى ان الصمت المشرقي لديه محرك ودينامي وليس صمتا ذاهبا ا لى العدم , لانه الكلمة الناجزة الفاعلة سواء في ثقافة الزن اليابانية او الفيدية الهندية او الكونفوشيوسية والتاوية الصينية او الزرادشتية او في الارث الثقافي الاسلامي لاهل الكلام والمعتزلة والمتصوفة ,الكلمة لب الفكرة والجمال والحلم منذ اول كتابة
صورية خطها ذلك السومري الحالم على لذة الطين حتى امتزاج المتخيل بالطبيعي والواقعي بالاسطوري في لوحات العراقي الموغل في عصريته وبدائيته : صدر الدين امين.


كلماته صيغة بصرية تحفل بالنجوم والشموس والتهويما ت الصائتة شبيهة الترانيم الغامضة لاناس الكهوف ,لاندركها بمعايير لغة من لغات البشر ولانؤولها باعتبارها نصا او فكرة بل نستقبلها كماهي: فورة لونية وانفلات من المحددات الخليقية التي ينسخ فيها المخلوق ما سبقه في
. التشكل والظهور..
قد تشبه احدى لوحاته اسطورة نعرفها, وتماثل لوحة اخرى احدى حكايات الجن وتمضي ثالثة في
التخفيف من غلواء الاشكال المستقرة في ثباتها الابكم , فتحلحل الشكل وتضعه في مأزق التحول
الميتامورفيسي اي الانمساخ – الجمالي الذي يزود بعض الكائنات باقدار مناقضة
وطاقات يبثها اللون في سطوعه وتألقه والتحولات في غرابتها ,لنتعرف او لانتعرف بالاحرى على
كائنات لامسماة ولاشبيه لها في مخزوننا الواعي لكنها تتناغم –في اعماق ذاكراتنا الجمعية- مع احلامنا ونزوعاتنا ومخاوفنا ومكامن رغباتنا وانواع هوسنا البشري وشهواتنا المماتة وحرماناتنا
وتكشف عن ارتباطنا المغيب بالارض والطبيعة والكون الذي حجبتنا عن مهابته ورحابة التأمل فيه
الاطباق اللاقطة والهوائيات وفورة الاتصالات والصخب وجنون الحروب وقنبلة هيروشيما و العنصرية وتصنيف البشرالى مراتب وطوائف تتداعى ازمنتها فى اغتيال الجمال وفقدان التواصل..


مالذي يسعى اليه جموح فنان مثله؟ اليس مبررا له ان يمارس العابه الخرافية بمنأى عن محددات
الشكل المخلق قبل لحظة انسحار المخيلة..؟
من اين هبت على مخيلة الفنان الكركوكي ابن ارابخا وقلعة ناصربال وحارس نارها الازلية هذه الاعاجيب الكونية ومخاليق المسخ الاوفيدي والتنانين الزرق والسحرة المقنعون والنساء الغائبات في محيط مائي مكتظ بالحيوات المتنافرة والمتجانسة.؟


يسطع قول ( جلال الدين الرومي) ويقشر المصطلح النقدي ويعري الفكرة من كل ماعلق بها من تأويلات ا التلقي والتعاطي مع المتن اللوني البدائي والخطوط القوية , اسمع المقولة تشير الى بلاغة التلقي لدى المتصوف العارف:[ المعنى يقفز من الصورة كما يقفز الاسد من الغابة)....
الغابات باسودها ووحوشها وضواريها وفرائسها ومتاهات الضوء وانكسارات الظل وياقوت فجرها وافاعيها وتنانين خرافاتها تطلق اسد المعنى اشبه بوميض برق من احشائها فيعوم المعنى فوق اللغة ويفلت من تقنيات اللفظ وصياغات الكلام , المعنى اسد يقفز من صورة !
فلماذا يجهد النقاد ويرودون حجرات المصطلح ومقصورات المفاهيم المنضبطة على قياسات
مالوفهم ومحددات ما اعتادوا التعاطي معه؟


قد نسأل الرسام : هل لهذه اللوحة زمن كرونولوجي وسط الاحداث والطوفانات؟؟
يصمت الرسام لان العمل الفني حسب التعامل الصوفي يقع خارج الزمن المعيش ,, يشير الى الشمس .يشير الى النجوم , يشير الى كهف في جبل ( بيرة مكرون) يركض نحو شجرة الجوز التى تستوطن فيها طيور نقار الخشب والافاعى ,يشير الى النبع المتدفق خفيا تحت اكاليل من توت العليق والنعناع البرى , يشير الى الجبل الذي له فى كل برهة وقت لون وظلال تتبدل في غفلةمن ادراك الرائي لاعجوبته ..جبل ازرق وردي ارجواني فضي عشبي نحاسي كبريتي جبل من الف لون..
صوت يترجع في الذاكرة متصاعدا من التكايا:
حي.. حي
الوجود حي والجبل حي والكائنات والحجارة وحصاة الجدول و القوقعة والباب والعتبات والمغاور ..حي .. حي
يرجف الهواء وحجارة مضيق ( بازيان) وتتمايل نبتات التبغ عند ذرى (راوندوز) ويتضاحك
ماء العين في وادي ( السولاف) ممجدا الحياة..
حي كل ماحوله وما يُرى وما لاتراه العين بل تحدسه البصائر..عريشة العنب والحجر المخضرعند مقهى ( صندور) ووجه الفنان الجبلى يعوم فوق تردد الصدى ليكرر غزلانه في اللوحة وهي تداعب الشقائق او تقطف الشمس من غابة الله..


ينصت الرسام مليا لضجيج الحروب .. يسمع عزيف عظام الضحايا في القرى المحروقة وعلى سفوح الجبل فيحوله الى موسيقى تهز اللون او ترعش حدود الاشكال في فضاء مكتظ بالرموز والنجوم..


الشمس تهبط لتلاعب الاسماك والايائل والثعالب وكل شيء ماثل للحياة في لوح الذاكرة واللوحة , الفنان يحلق في فضاء الوديان وراء (سرسنك) شفافا وملونا شبيه كائنات (شاغال) الحلمية.. حي ..حي ,كل شئ حي ..انت وماحولك وما وراء الحجب .. اغنية الراعي وترنيمة العاشقة ورداء العروس التي قتل عريسها واخوتها في الانفال و حي ُ باب السقيفة التي تهاوت عندها قامات البنات الجميلات مجللات ببياض السموم في (حلبجة)..حية كما يريدها في لوحاته التي يسترد بها وجه (كلشان)في هيئة زهرة وضفائر (بروين) بهيئة سنبلة, وضحكة ( شيرين) بوميض نجمة واحلام (دلير) بوعل جبلي وحكايات ( آمنة خاتون)
برموز واحجبة وحروز..
حي , قوس القنطرة ونصب سركون ومقام ( الشيخ عدي ابن مسافر) وعلامات سفينة نوح وريليفات عشتار اربل..


الهدهد العراف يهمس للرائين من قلب اللوحة الازرق.:
سترون هذا العراقي الرافديني على حين غفلة محمولا على جناحي( زو) طائر العاصفة من
(لانكستر ) الى وادي ( خاصة صو) يرش احلامه الفردوسية في سوق (السبع بنات) فترقص
حوريات (القلعة) ذوات الاذرع العديدة مع نجوم البحر وطاووس الدهر الذي له سبعين عينا يرصد بها النور ..
رنات العود واغاني (القورية) في (نوروز)و الحياة تقشر اصداف المحنة عن القبة المثمنة و ابنها الراكض في لجج اللون يقطف لظلمات (كركوك) او ( ارابخا) اقباسا من نيران (بابا
كركر) .
بحث عن قفزة الاسد من االغابة, لكن الكائنات البديعة العجائبية
تباغتنا وهي ترقص على لحن من موسيقى البلوز الحزينة لتطيح بالتأويلات المقحمة على
الوجود الاحيائي في العمل الفني وتقف هكذا معراة من التوصيفات و الاسانيد النقدية .وحدها في مواجهة الكون وذاكرة الفنان الرافديني الذي تحول بتعاويذ و رقى السحرة الى واحد منهم ..






_____________________________________________________________


الفنان في علامات زمنية
- في كركوك – الولادة والنشأة1963
في اكاديمية الفنون الجميلة –بداية التشكل واكتشاف الطريق
المعارض الفردية:
- 1999المركز الثقافي الفرنسي عمان الاردن
2001في قاعةسوك شوكلي- بنسلفانيا – امريكا
2001 قاعة سكند ستوديو –بينسلفانيا –امريكا
2003 قاعة سوك شوكلي-بينسلفانيا- امريكا
المعارض الجماعية: 17 معرضا تتوزع مابين العراق وهولندا وبلجيكاوالاردن وبريطانيا وامريكا.


الجوائز
الجائزة الاولى المعرض السنوي-متحف بوجر هاوز-بينسلفانيا
الجائزة التقديرية- المعرض السنوي الاربعون – متحف لانكستر – بينسلفانيا
-نشرت لوحاته في صحف ومجلات عربية وامريكية
يعيش ويعمل في مدينة لانكستر –ولاية بينسلفانيا مع زوجته وابنتيه..








له البنية المطلسمة وللكلمات كشوفها


صدر الدين امين: ولدت لارسم






*- ربما لانني عشت ويلات الحروب منذ طفولتي في كركوك وشاهدت الكثيرين يموتون اويقتلون امامي في تلك الحروب البشعة التي تسببت في الخراب والدمار في كل شئ,واستمر الامر في سنوات شبابي, كان لابد لي ان اتخذ موقفا وجوديا فنيا من الماساة , ورغم انني اعيش الان في قلب العالم الراسمالي الصناعي بكل ترساناته الحربية وتكنولوجيته وتلوثه وسرعة ايقاع الحياة فيه , لكننى صممت ان اكون في الجانب الاخرمنه, ذلك الجانب الروحي
البسيط والعميق , البريء, الفطري,داعيا وحالما بعالم جميل يليق بنا ونليق به ونكتشف معانيه
من خلال بساطته وشفافيته الروحية..


*--تحتاج لوحتي الى عين متحررة من مؤثرات المحيط والزمان والمكان حتى يشارك المتلقي
كائناتي طقوسها السرية و هذا الحشد الهائل من المخلوقات والاشكال والاشارات لم يكن ليظهر
بهذا الشكل لولا حجم الرغبة والافتتان بالحياة والطبيعة بكل ما تحويه من كائنات بشرية وحيوانية
من طيور واسماك وزواحف وحشرات ومفردات اخرى.
اشعر ان لوحتي تماثل غابة دهرية اوحديقة غناء لم يكتشفها الانسان وماعرف السبيل اليها
وان قطف زهرة اوقطع شجرة من هذا الوجود الخلائقي يخل بنظامها, وهذه الخلائق والكائنات
تنجذب الى بعضها وتلتحم وبنسق عقلاني وحالة من التوحد الوجداني ليس بمنأى عن الكون والزمان والمكان.., رغم اكتناز الوجود الحي سيفسد براءتهاالبدائية , التشذيب عملية تنتمي الى عقلنة الاشياء والتدخل فى الفطرة الاولى يزيف هيئة الكائن او المفردة .


*
يمكن ان نسمي معجمي التخيلي الشخصي – ميتافيزيقا الفنان الخاصة ,وهو بالضرورة انسان , وبالتالي فان معجمي يحتوي على حيوات شعورية تربط الباطن الخفي بالاسرار وجوانية الكائن
مثيل فراديس مقدسة اواشبه بخلوة الصوفي المنتشي بجمال الخالق ليبلغ جوهر الوجود الانساني.
كائناتي تحيا في منطقة خاصة بين الوجود والعدم .
مزج بين عفوية رسوم الطفل الذي لا يكاد يميز بين الجميل والقبيح لانه يملك معياره الجمالي الذي
تحكمه الفطرة وبين التعبير الجامح والتلقائي لدى المجنون, الطفل هو (بول كلي) والمجنون هو
(جاكسون بولوك) وانا اعيش بين هاتين الحالتين.
اولي رسوم الاطفال والفنانين الفطريين والفنانين المجانين والمختلين عقليا ونفسيا –اهتماما كبيرا ,فهؤلاء جميعا يرتبطون بالحياة بوشائج تسبق تدخل العقل او توسطه بين المخيلة
والفعل
اجدني متعلقا برسوماتهم اللاعقلانية بطريقة عقلانية استثنائية لانتج اعمالا هي مزيج من الجنون المعقلن , فن غامض وواضح في آن , وجميل ولامتداول في آن آخر. انا لااعيد الصورة بل اعيد انتاجهاباضافة صورةذات رؤيةخاصة مفعمة بمشاعر وجدانية وتعبير
رمزي يفيض بنشوةعارمة غريبة عن المحيط العقلاني.


* اهتم بالحدود الخارجية للاشياء لانني متأثر برسوم فناني الكهوف العظام, وهذه الخطوط هي التي تمنح بعدا تجريديا وجماليا للعمل واعول كثيرا على الخطوط التي بداها فنان الكهف قوية صارمة حادة وانيقةساحرة وقد ظهرت بتلك الروعة لانها كانت نابعة من روح الانسان دونما انفعال زائف
ورسمت بجرأة وحرية نادرتين. وقد استلهمت من خطوط اؤلئك الفنانين المجهولين الجرأة وقوة التعبير , انهم من ابتكروا الخط والتخطيط بدون وعي باهمية الخط , ثم اتى (دافنشي) ليخبرنا
( ان التخطيط هو روح الفنان


* ا جدني منتميا – اضافة الى انتمائي الاساسى للحضارة الرفدينية-التي اهيم بها الى ثلاثة نماذج من الحضارات العلاماتية: وهي حضارات اليابان والهند والصين والحضارة الاسلامية, واغذي لوحتي برموز واشارات من تلك الحضارا ت وازاوج بينها وبين ثقافة الايقاع الافريقية واستفيد من ثقافة الصورة من مؤثرات الحضارة الغربية في محاولتي لايجاد لغة فنية تخصني وحدي..انا انتمي بكل كياني للفن الرافديني لكني اتجن ب التاثر السطحي والعاطفي ولاانقل المفردة كما هي, بل ابحث عن الروابط الخفية بيني وبينها واقيم حوارا جماليا معها واختار منها الاقرب الى روحي وزمني..
ويثيرني ايضا الفن الفرعوني لغناه بالمفردات النباتية والكائنات الحية والمسوخ والاقنعة.


..
ان انتمائي للشرق الروحاني والعجائبي دفعني للاهتمام بالفنون القديمة اهتماما روحيا وجماليا لابلغ
المعنى العميق لها, وامتد بحثي على مدى عقدين لايجاد علاقات جمالية بين الكتابة الصورية القديمة
والكتابة الصورية لشعوب شرقي آسيا ,انه بحث شائك لايجاد رابط بين اللوحة المعاصرة المنتمية
لهذا الزمن وتلك الحضارات الاساسية, لعلني امسك باللحظة العابرة التي يسمونها الحياة..
****
نشرت هذه المقالة في العدد الرابع من مجلة - هلا - العراقية