Sunday, July 08, 2007

الرسام والكاتب ادهم ميران يقف جوار بورتريت تخطيطي لصدرالدين
كان قد رسمه اثناء درس التخطيط وكان قد اختارني الفنان الراحل محمد صبري
الذي كان يقوم بتدريسنا مادة التخطيط واللون كموديل في ذلك الدرس ايام
كنا طلبة فنون في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد عام 1986

رسالة طبق الاصل وصلتني صباح هذا اليوم
انطباع شخصي

بقلم

ادهم ميران


كاك صدر الدين روووووووووووووووووووووعة
لا اعرف كيف ابدأ كلماتي، انا معجب جدا بكتابة لطفية الدليمي
كلماتها اصابت الحقيقة وعرفت كيف تدخل الى عالم صدر الدين بقوة احساس غريبة وصادقة
لقد اكسبت لوحاتك وما حوته من تضاد وألوان وفكرات شلالا من النقاء وطاقة ابعد في المعنى
لعلها أفادت من حوارها معك، وهذا واضح خاصة بعدما قرأت كلامك عن مفهومك الفني وحياتك الفنية في أخير اللقاء

انظر لهذه العبارة جميلة والدقيقة

اللوحة لدى صدر الدين امثولة لوجود حيوي مقلق للمألوف في نشوزها على النمط ومغايرتها لما تعتد به الذاكرة من خزين معلوماتي عن العالم وكائناته الحية, وتمضي بنا الى عالم متخيل يعج بما
لانتوقعه من الخلائق والرموز والاشكال غير المسبوقة التي ابتدعتها المخيلة الخصبة للرسام
عزيزي صدر الدين، وانظر الى هذه العبارة الجميلة ايضا والدقيقة في نفس الوقت:
لنتعرف او لانتعرف بالاحرى على كائنات لامسماة ولاشبيه لها في مخزوننا الواعي لكنها تتناغم –في اعماق ذاكراتنا الجمعية- مع احلامنا ونزوعاتنا ومخاوفنا ومكامن رغباتنا وانواع هوسنا البشري وشهواتنا المماتة وحرماناتنا وتكشف عن ارتباطنا المغيب بالارض والطبيعة والكون الذي حجبتنا عن مهابته ورحابة التأمل فيه الاطباق اللاقطة والهوائيات وفورة الاتصالات والصخب وجنون الحروب وقنبلة هيروشيما و العنصرية وتصنيف البشرالى مراتب وطوائف تتداعى ازمنتها فى اغتيال الجمال وفقدان التواصل..

حقيقة لقد كتبت لطفية اشياء رائعة رغم انها ليست فنانة تشكيلية، ولكنها عرفت كيف تشكل الكلام وتخرج به بمعاني توازي ما رأته في لوحاتك وكشفت بل وعبرت عن اشياء ربما لم يستطع احد من النقاد ان يرفع النقاب عنها، وانا احييها على هذه الكتابة الشفافة، وليس لي من ملاحظات سوى (وهذا رأيي الشخصي)
والآراء كما تعرف تختلف والصواب فيها نسبي، اقول انها زينت اللوحات ببعض من ادبياتها من خلال وصف مناطق واشياء خارج نطاق اللوحات الفعلية ولعلها ارادت بها المقاربة بين المشاهد المرسومة والمكتوبة او اضفاء مشهد ادبي يعطي امتاعا اكبر
في المتابعة.
انظر مثلا:
"يرجف الهواء وحجارة مضيق ( بازيان) وتتمايل نبتات التبغ عند ذرى (راوندوز) ويتضاحك
ماء العين في وادي ( السولاف) ممجدا الحياة..
حي كل ماحوله وما يُرى وما لاتراه العين بل تحدسه البصائر..عريشة العنب والحجر المخضرعند مقهى ( صندور) ووجه الفنان الجبلى يعوم فوق تردد الصدى ليكرر غزلانه في اللوحة وهي تداعب الشقائق او تقطف الشمس من غابة الله"
أو
"يشير الى الشمس .يشير الى النجوم , يشير الى كهف في جبل ( بيرة مكرون) يركض نحو شجرة الجوز التى تستوطن فيها طيور نقار الخشب والافاعى ,يشير الى النبع المتدفق خفيا تحت اكاليل من توت العليق والنعناع البرى , يشير الى الجبل الذي له فى كل برهة وقت لون وظلال تتبدل في غفلةمن ادراك الرائي لاعجوبته ..جبل ازرق وردي ارجواني فضي عشبي نحاسي .."

وانا لا اخفي اعجابي بأسلوبها، وهي لا تحتاج الى اعجاب واحد مثلي فالكاتبة معروفة على نطاق واسع وقد قرأت لها مقتطفات هنا وهناك، واظن بأنها مترجمة ايضا، فقد قرأت لها ترجمات لروايات اصدرتها دار المأمون للطباعة والنشر ان لم اكن مخطئا.
عموما في الأخير اود ان انوه الى ان حديثك كان رائعا في نهاية اللقاء وكلام فيه جديد، فانظر
لهذا الكلام الرائع
تحتاج لوحتي الى عين متحررة من مؤثرات المحيط والزمان والمكان حتى يشارك المتلقي
كائناتي طقوسها السرية و هذا الحشد الهائل من المخلوقات والاشكال والاشارات لم يكن ليظهر
بهذا الشكل لولا حجم الرغبة والافتتان بالحياة والطبيعة بكل ما تحويه من كائنات بشرية وحيوانية
من طيور واسماك وزواحف وحشرات ومفردات اخرى.
اشعر ان لوحتي تماثل غابة دهرية اوحديقة غناء لم يكتشفها الانسان وماعرف السبيل اليها
وان قطف زهرة اوقطع شجرة من هذا الوجود الخلائقي يخل بنظامها, وهذه الخلائق والكائنات
تنجذب الى بعضها وتلتحم وبنسق عقلاني وحالة من التوحد الوجداني ليس بمنأى عن الكون والزمان والمكان.., رغم اكتناز الوجود الحي سيفسد براءتهاالبدائية , التشذيب عملية تنتمي الى عقلنة الاشياء والتدخل فى الفطرة الاولى يزيف هيئة الكائن او المفردة .

او الى هذا

يمكن ان نسمي معجمي التخيلي الشخصي – ميتافيزيقا الفنان الخاصة ,وهو بالضرورة انسان , وبالتالي فان معجمي يحتوي على حيوات شعورية تربط الباطن الخفي بالاسرار وجوانية الكائن
مثيل فراديس مقدسة اواشبه بخلوة الصوفي المنتشي بجمال الخالق ليبلغ جوهر الوجود الانساني.
كائناتي تحيا في منطقة خاصة بين الوجود والعدم .

واخيرا اقول ان الكاتبة افادت بشكل من الاشكال من كتابتك والفراديس المقدسة، واعطتها
بلورة لأفكارها ونقطة لتقود تحليلها الفني الجميل

عزيزي صدر الدين اراك في حوار لاحق، وفعلا روعة
تحياتي وحبي من الاعماق، وتمنياتي لك بالنجاح

ادهم ميران