Wednesday, March 05, 2008

الكاتب والفنان التشكيلي احسان علي
صدرالدين امين البدائي العائد من سلالات الأولين
أساطير تنسفح بألوان معاصرة
احسان علي
تكمن ماهية الفن في الكلية الحرة الناجمة عن الاتحاد الحميم بين المضمون والشكل المطابق له بقدر او باخر( هيغل )من خلال رؤية بصرية نافذة لاعماق السلالات الاولي لنشوء الانسان في عصر الكهوف حيث لغة السحر واسطورة الخيال اول ما اكتشفه الكائن البشري ليحفر علي جدران تلك الكهوف بدايات (اسكيجاته) الاولي محفزا خياله البدائي لكي يحرك غريزته الفطرية لخلق الواقع ..من هناك ...ومن اعماق تلك الكهوف الحجرية المظلمة يخرج كائنات صدر الدين امين الي النور متخذا من البساطة والميثالوجيا الشعبية الاسطورية اسلوبا لمحاكات عالمه الخاص ..مرورا باولي الحضارات البشرية حيث الرقم الطينية السومرية التي خلد من خلالها كلكامش وهو يصارع الثور السماوي ...في اعماله الاخيرة المرسومة بالالوان المائية والاكرليك علي اسطح من الورق المقوي يسرد( امين )حكاياته الشعبية وطقوسه الخالدة في ذاكرته الطفولية بالوان احادية جريئة حينا وبخطوط واضحة وصارمة حينا اخر معلنا تجرده التام وحريته المطلقة الخارجة عن جميع الاطر الفنية الجاهزة وكانه يلعب بمساحة اللوحة الممتدة الي الافق جاعلا ثيماته وشخوصه يسرح ويمرح في ذلك الفضاء الشاسع .وقبل ان يفكر بكيفية جعل تلك الكائنات الاسطورية تقف علي قدميها علي سطح اللوحة يجعل المتلقي مشدودا الي الداخل من خلال حضور( اللاوعي الجمعي )الذي كان ينشده (كارل يونغ) في (الانسان ينتج رموزا علي شكل احلام) فجعلنا الفنان نحلم معه ونسبح في فضاءات من الرموز والاحاجي المشتقات من حضارات سومر واكد وبابل الذي جعل من اساطيرها ابتهالات لخلق رموزه تلك وقبل ان يفكر صدر الدين البدائي (بعصرنة)لوحته يدرك جيدا كيف يبحث وكيف يلهو ويلعب لا لكونه يجهل التقنيات الحديثة للعمل الفني بل لانه استطاع ادراك الية عمل الرؤيا البصرية للمتلقي فجعل (أي المتلقي) يدور بمخيلته باحثا عن ثيماته الخاصة ليصوغ منها مايشاء من حكايا وقصص خيالية ليعود بك الي الماضي السحيق والممزوج بالسحر لاينسي ان يبهرك بسحره اللوني الاخاذ جاعلا من سطح العمل مهرجانا لونيا وكرنفالا كرديا مبسطا لوحاته بخطوط والوان مشمسة ليجعلنا نرقص معه الدبكة الكردية المعروفة في البيئة التي عاش فيها طفولته
***
Azzaman International Newspaper - Issue 2933- Date 4/3/2008جريدة
(الزمان) الدولية - العدد 2933 - التاريخ 4/3/2008
***
نص المقال المنشور في جريدة الزمان

http://www.azzaman.com/pdfarchive/2008/03/04-03/P12.pdf

0 Comments:

Post a Comment

<< Home