Thursday, February 28, 2008


الصدر البدائي والنملة

محمد بوكرش

إلى روح كل الفنانين التشكيليين المغاربيين المسحوقين تحديدا
من البدائية ما هو فخر، وأصل تجربة ذاتية في محيط له من الغرابة والشراسة والحضور الفعال، ما لا يشفع لتواجد موسوم بالضعف والهشاشة،
دخيل لا يقوى على مقاومة ما يتطور بطبيعة الأشياء بين مد وجزر الفصول الأربعة والسنين المتعاقبة وتحول الأشياء بالعمر أو السن.
لتجد النملة نفسها بصغر حجمها أقوى مخلوق في هذا الكون، اعتلت كل القمم وسلكت كل الدروب دون هوادة، لضمان استمرارية التواجد وبالتالي ضمان الحياة .
دون أن تعارض أو تلغي أو تعطل سير حياة ما يتطور طبيعيا حولها، بالعكس كانت توظف كل ما بوسعه أن يكون لها حلقة وصل بينها وبين ما يضمن لها المشي قدما نحو ما تراه يؤدي إلى بيت القصيد.
بالعدد والتآزر والهدف المشترك والمسارات السليمة التي لا تخلو من العراقيل والضرائب، حققت معجزة اختراق الزمن وسافرت عبره مختزلة العصور التي أتت على كم من سلالة كائنات أقوى منها بملايين المرات لتزول وتستمر ويستمر في ذلك من حولها بامتياز نشهد له بالحضور نحن اليوم.
نشهد للبدائي صدر الدين أمين وبدائيته التي جعلت منه الأمين الطبيعي لما هو حوله بالتوظيف الحسن والفعال لإثارة الخطاب الناضج والمثالي للعمل والاقتداء به.
لن تمر نملة صدر الدين في لوحاته عبثا، أخذت من مساحة اللوحة ما يكفيها شرفا أن تكون موضوعا للساعة ومثال بفضل عدد النمل الخلفي التي ضمن لها الكيان، وبالتالي كيان المشهد المثالي العام وكيان اللوحة الفني والموضوعي لمن يعتبر.
هذه النملة بالذات التي خاطبت سيدنا سليمان وخاطبها، تخاطب اليوم بدائي مثلها عرف كيف يخاطبها ومن خلال ذلك خاطبني لنظمن استمرارية الحياة باستمرارية وجودنا ككائن له الحق في العيش والعمل وحفظ ماء الوجة على الأقل .
دمت في الصدارة صدر الدين الطبيعي الصافي ودامت بك الطبيعة مفاتيح قدرات التوازن في ضمان البقاء المفيد.

بوكرش محمد
3/2/2008
الجزائر
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&task=view&id=26397&Itemid=705
الفنان الجزائري بوكرش محمد
كلنا عابر سبيل

Wednesday, February 20, 2008

: صدرالدين امين
لاتوجد لدينا ثقافة جمالية
حاوره الكاتب طارق كاريزي
نص الحوار المنشور في مجلة الصوت الاخر
نص الحوار في جريدة الاتحاد
الكاتب طارق كاريزي
: الفنان الكوردي المغترب صدرالدين امين
لاتوجد لدينا ثقافة جمالية
لقاء/ طارق كاريزي
مجلة الصوت الاخر
اربيل - اقليم كوردستان العراق


منزلهم في كركوك كان اشبه بالمتحف الفني، خمسة اشقاء فنانين تحت سقف واحد، فلم تسلم الجدران والسقوف وارضيات الغرف من ضربات فرشاتهم، العراق بلد يكبل الطاقات (والان يغتالها في ظل ثقافة الارهاب)، لذا يضطر عدد غير قليل من الموهوبين وذوي الكفاءات الى التحليق بعيداً عن الوطن، فاذا بارض الغربة توفر الارضية الخصبة للنمو والارتقاء، هذا بالفعل ماحصل مع الفنان التشكيلي الكوردي صدرالدين أمين الذي فر من بلد الحصار والمقابر الجماعية ليحط تحت غصن آمن في العالم الجديد، ومن خلال هذا اللقاء نسلط مزيداً من الضوء على ارئه حول الفن:

في خضم الحياة الأمريكية، ماذا تبقى من كركوك وكوردستان لدى صدرالدين ؟

- لا ابالغ لو قلت بان كل شيء بقي على حاله عندي بل وزد عليها تفاصيل اخرى فانا عشت اكثر من ربع قرن في كركوك فلايمكن اطلاقا ان انسى تلك الحياة التى عشتها هناك وبادق تفاصيلها المملة، صدقني اني اكتشفت وعرفت بلدي هنا في امريكا اكثرمما كنت وانا في كركوك وبين اهلي واصدقائي، هنا وانت بعيد ستكتشف كل شيء على حقيقته بدون زيف، نعم انا الان اعيش في امريكا وسابقى اعيش فيها والتي منحتني كل ماكنت احلم به وهي الحرية التي هي اصل كل شيء لانه بدون الحرية يكون الانسان مخلوقاً غير كامل ومشوه ولايمكن ان يبدع وينتج ويفكر بطريقة صحيحةوصحية ويخدم البشرية، وهذا لايعني اطلاقا باني لا اعتز بكرديتي وعراقيتي بل انا فخور بنفسي لاني انتمي الى اقدم حضارة على وجه الارض وهي بلاد وادي الرافدين والتي وللاسف وبفعل اطماع البشر الدنيوية في خيرات هذا البلد ومنذ الازل تحولت الى ما اود ان اسميه بوادي الدموع حيث قدر للانسان العراقي ان يبكي منذ لحظة ولادته وحتى لحظة مماته للاسف، نعم انا اعيش في امريكا، لكن صدقني اشعر باني مازلت اعيش في كركوك التي ولدت فيها، صحيح انني بعيد عنها جغرافيا لكن روحيا انا هناك وكما معلوم ان الروح تبقى والجسد يفنى لذا فانا باق في كركوك رغم اني عشت سنوات اغتراب حقيقي هناك وكنت دوما اشعر باني ولدت في المكان الخطأ لاني لم اكن حرا هناك ابدا ورغم هذا فانا احمل كركوك وكل الاشياء الجميلة التي وجدتها فيها في داخلي كامانة وكلقى نفيسة ولن اتخلى عنها ابدا لانه بكل بساطة لايمكنني ان اغيب كركوك من ذاكرتي ولو لحظة ففيها كل ذكرياتي وهي حياتي وحياتي هي فني ورسوماتي ورسوماتي هي كل ما سيتبقى بعد ان يزول كل شيء اخر، فالانسان المبدع سواء كان رسام أم كاتباً هو بامس الحاجة الى البقاء على ارشيفه الذاكراتي كما احب ان اسميه لانه سيكون المصدر الرئيس لديمومة ابداعه حتى ولو وصل الى ارض المنفى وهو طفل صغير فالذي يقرا رواية ( اخر الملائكة ) للكاتب والشاعر الكركوكي فاضل العزاوي يشعر بان الكاتب يعيش حاليا في احد ازقة بيريادي في كركوك رغم انه ترك كركوك منذ مايقارب نصف قرن ويعيش في المانيا هذا بالنسبة للشاعر اما الفنان فهو ايضا كالشاعر ديمومة ابداعه تكمن في خزين معجمه الطفولي وامكنة الولادة وصلات العائلة والاصدقاء اضف الى ذلك حجم الكوارث كما حدث للرسام الامريكي الارمني الاصل ارشيل كوركي الذي وصل الى امريكا وهوفي العاشرة من عمره بعد ان تعرض هو وعائلته وقومه الارمن الى الابادة الجماعية من قبل دولته الذين قتلوالاطفال والنساء والشيوخ ولم يبقى لهذا الرسام شيئا سوى صورة له مع والدته التي وضعت تلك الصورة في يد ابنه ارشيل وهي تودعه قائلة ( احتفظ بهذه الصورة انها كل ما تبقى لنا انها عائلتك انها الارمن جميعا تذكر ذلك ولاتنس وانت في امريكا)، وهكذا وصل كوركي عن طريق الصليب الاحمر الى امريكا وبنى اسطورته الفنية الشخصية على تلك الصورة كايقونة ترمز الى كارثة قومه الارمن الذي كان شاهدا عليها وبقيت تلك الكارثة تخيم على ذاكرته وابداعه ولم يتحمل ثقل تلك الذاكرة المدمرة فانتحر امام لوحة كبيرة رسمها نقلا عن تلك الصورة، صورته مع امه، صدر احدث كتاب عنه بعنوان(الملاك الاسود)هكذا اطلق الامريكيون هذا اللقب عليه اما الاتراك فكانوا يوصمونهم بالاباليس والشياطين والكفرة لذلك وجب ابادتهم كما حال الكورد الذي يوصمون في بعض الادبيات بانهم من سلالة الجن وليسوا من الانس والخ، ما اود ان اوجزه من القول بان كل مبدع لايحمل في ذاكرته الجزء المشرق من ارث وتراث وثقافة بلده هو كائن مصاب بفقدان الذاكرة ولايمكن لمن فقد ذاكرته ان ينتج عملا فنيا خلاقا، وللاسف نجد ذلك في اساليب بعض فنانينا الذين يرسمون خارج ذاكرتهم الحقيقية وبالتالي ما ينتجون من اعمال تتسم بالسطحية ولايمكن ان ترتقي الى مستويات ابداعية اعلى من حجمها الطبيعي ابدا، بالنسبة لي ان وجودي في امريكا هو اثراء لثقافتي المعرفية وتنشيط لذاكرتي وثم تعميق انتمائي لمكان ولادتي واقصد الوطن الام، اما الان فعلي اللعنة، صرت افزع من الوطن( بسبب مايحدث من ماسي في وطني العراق ) ،كما في قول رامبو وهو يترك باريس متوجها نحو صحارى الشرق باحثا عن معنى اخر لحياته القصيرة، اخيرا توصلت الى قناعة تامة بان المكان الذي ارسم فيه هو وطني الحقيقي، وطني حيث لوحتى.

ماهي الرسالة التي يمكن ان يضطلع بها الفن في المجتمعين الغربي والشرقي ؟

-عموما ان رسالة الفن في كل زمان ومكان هي واحدة من اسمى وارقى الرسالات لان مبدأ وفكرة الجمال هي اصل كل شيء ونحن دونها لاشيء لان كل شيء جميل نابع من جمال الخالق الذي خلق كل شيء على احسن تقويم ووضع نوره فيه، لذلك فكما ارى فان الانسان الذي يعبد الخالق هو يعبد الجمال الذي اصله نور وضوء وكل ضوء له ظل والرسم هو ضوء وظل الذي هو الليل والنهار اللذين هما اللونان الاساسيان الابيض والاسود وما بينهما من الوان القوس قزح الذي هو اعظم تجلي للخالق الذي يعتبر هو المصور الاول المجهول والمعلوم في ان واحد، مجهول للذي لايرى ومعلوم للذي يرى وكما يقول اوسكار وايلد ( اننا لانرى الشيء الا عندما نرى الجمال فيه ) وبراي ان الانسان دون الفن والجمال هو اعمى ويعيش في الظلام لذلك فيبقى دائما وحيدا كئيبا ويحقد على كل شيء مضيء وجميل كالخفافيش وهذا مانلاحظه اليوم في العراق بحيث يجول ويصول الارهابي الظلامي ليحرق الاخضر واليابس ويقتل ويذبح بدم بارد كل شيء قائم على الجمال هذا الجمال الذي قال عنه افلاطون انه بهاء الحق، ونحن نعرف ان الله هو الحق وهذا يعني بالنتيجة ان الله والحق والجمال، هو واحد، وقولنا يؤكد ماذكره فريتون شون ( الفن هو العودة الى الله)، تلك المبادىء الثلاثة هي رسالة كل فنان نقي مخلص للفن في كل زمان ومكان كما اعتقد.

مالذي يميز كل من الفنين الامريكي والكوردي ؟

- في حوار اخير اجراه معي الكاتب والرسام الكوردي ادهم ميران ونشر في مجلة سردم ( النسخة العربية ) وكان قد سالني عن مستوى الفن الكوردي فاجبته باني غير مؤمن بوجود مصطلح اسمه ( فن كوردي )! وتطرقت الى هذا الموضوع بشيء من التفصيل، هنا اود تكملة الحديث عن ذات الموضوع لان الحديث عن هذا الموضوع متشعب ويحتاج الى شرح طويل في محاولة لان نضع النقاط على الحروف بغية ارتقاء الفن في كوردستان الى مستوى رفيع يليق بالقرن الواحد والعشرين وكي لانبقى نراوح في مكاننا وربما نرجع الى الخلف كما يجري الان في الساحة الفنية العراقية حيث الفن في تراجع مستمر ولهذا اسباب يطول شرحها، مرة اخرى اؤكد بانه لايوجد حتى اللحظة مانسميه ب (فن كوردي ) على غرار شعر كوردي وموسيقى وغناء كوردي مثلا بامكاننا ان نتجرا بالقول باننا نمتلك اغنية وموسيقى كوردية مميزة وعندنا شعر وشعراء مميزون لهم بصمات كوردية خاصة تميزهم عن اقرانهم من شعراء العالم وسبب هذا التميز يعود الى اننا اصحاب تاريخ وارضية خصبة في الغناء والشعر على عكس الرسم والفلسفة لذلك فبامكاني القول بانا فقراء فلسفيا وتشكيليا ولكن هذا لايعني باننا لسنا اصحاب تاريخ فني تشكيلي او ليس لدينا رسامين جيدين لكن المشكلة تكمن في ان تاريخ فننا عمره قصير والفنانين الجيدين هم قلة قليلة، هذه القلة القليلة تحاول ان تضع اللبنات الاساسية الصحيحة في بناء وتاسيس فن كوردي مميز وراق وهذا لا يمكن ان يقوم به الفنان وحده بل يشاركه في ذلك المؤسسات الثقافية من معاهد وكليات الفنون ووزارة التربية والتعليم والمؤسسات المدنية والمثقفين والاعلاميون والكتاب ومتذوقو الفنون وذلك لكي نخلق فن كوردي مميز، نعم نحن اليوم نضع الاسس والبنيان الصحيح، الفن والفنان الكوردي اليوم هو مغلق على نفسه مؤدلج ومسيس، حتى اليوم لم يستطع اهم وابرز رسام كوردي تجاوز او الخروج من ثالوث التابوهات المقدس والمحرم ( الدين، السياسة، الجنس ) سواء الذي يعيش في داخل كوردستان او في الغرب، الفن الكوردي يهتم بالموضوع على حساب جوهر الفن والذي هو الجمال المطلق الخالص، هنالك موضوعان رئيسيان لاثالث لهما الا ماندر يستثمره الفنان الكوردي في عمله، طبيعة كوردستان وموضوع مذبحة حلبجة فبالنسبة لموضوع الطبيعة لم يبدع احدا في نقل طبيعة كوردستان بشكل فني معاصر سوى الفنان ازاد شوقي الذي هو بحق فنان الطبيعة اما موضوع مذبحة وماساة حلبجة فقد استغلها الفنانون بشكل لايليق بالماساة ابدا وان ما رسموه لايتجاوز عشرة بالمئة من حجم الكارثة وسبب ذلك لان ما رسموه لم يكن رسما تعبيريا احتجاجيا استنكاريا او تعاطفيا خالصا بل ظهرت كنوع من التوثيق الاعلامي لاغيرولا يمكن لتلك الاعمال الارتقاء والبقاء طويلا فموضوع بحجم حلبجة بحاجة الى لوحة كبيرة لانقول جدارية بل على الاقل ( مترين في مترين ) اما ان ياتي رسام يعيش منذ اثنا عشر عاما في دولة اوربية ويشارك بمعرض ويرسم لوحة عن حلبجة نقلا عن الصورالتي التقطها صحفي ايراني وبقياس ( 30 في 30 سم ) فانا اعتبرتلك اللوحة اهانة لماساة حلبجة والشهداء وليست تكريما لهم فاذا اراد الفنان الكوردي ان يرسم الماساة ويعلن غضبه او تعاطفه فعليه ان يقتدي بلوحة الجورنيكا لبيكاسو مثلا ويفكر بتلك الطريقة كي تخلد لوحته، ان اي عمل فني خلاق ناتج عن فكر وخيال خلاق لايمكن ان ياتي اعتباطيا دون جهد كبير وخلاق كما الفنان الامريكي الذي لايتكلم الا نادرا ودائما تجده منعزل يفكر ويرسم دون توقف حتى يتعب وينهارهذا الفنان الذي اجتاز وكسر كل المحرمات والمقدسات والممنوعات والذي يفكر بحرية عالية ويعيش ويرسم بشكل صحي وصحيح ومبدع فهو عندما يختار الرسم يضع كل ثقله واهتمامه وتفكيره وجهده في هذا المجال وباخلاص تام ويختار لنفسه نمط عيش معين بجانب الرسم وليتفرغ تماما للرسم حتى لو كان في عمر متاخر كما في حال رائد البوب الامريكي ليندر الذي تفرغ للرسم في الخمسين من عمره وكذلك رائد الواقعية السوداوية ادوارد هوبر والخ، الذي يميز الفن الامريكي هو انه مفتوح على جميع الجهات ففي امريكا هنالك مائة وخمسون مذهباً للرسم ومستمر في الزيادة، الفنان الامريكي لايخاف من اي شيء لذلك فهو يرسم كل شيء لايحاسبه ولايراقبه احد، الرقيب الوحيد هو ضميره فقط، هو يرسم بكل حرية يرسم السيد المسيح على شكل امراة عارية على الصليب ولايخاف من رجال الكنيسة، تذكرت باني قد قرات حواراً مع رسام كوردي من مدينة السليمانية ساله الصحفي عن اخر مشاريعه الفنية فيجيبه الرسام بان اخر مشاريعه هو البحث عن غرفة للايجار ليعيش فيها مع زوجته واطفاله، فتخيل المقارنة وحجم الكارثة، قرات ايضا ان خمسة فنانين كورد اقاموا معرضا مشتركا وعرضوا تجارب مميزة في الفن في متحف ( امنه سوره كه ) وكان احدهم قد عاد من اوربا ليستقر في كوردستان يقول هذا الفنان في حوار له ان عشرة اشخاص فقط من الجمهور قد حضر الافتتاح اما بقية الايام فلم يحضر احد، فتصور الاحباط الذي يصيب هؤلاء الفنانين، الم اقل ان فننا بلا جمهور لانه لايوجد عندنا ثقافة جمالية فنية منذ الصغر لذلك لايمكن ان نتذوق الجمال كما في العالم صدقني في معرضي الشخصي الاخير الذي اقمته في مدينة صغيرة في ولاية بينسلفانا حضر يوم الافتتاح 700 شخص ( وقد قامت زوجتي بتصوير حفل الافتتاح وانشاء الله ساعرضه في كوردستان في اقرب فرصة ) وددت ان استعرض مثالين لا اكثر لتعرف حجم الفرق والتميز بين مايسمى بفن وفنان كوردي وبين فن وفنان امريكي
***
C:\Documents and Settings\Sadradeen\Local Settings\Temporary Internet Files\Content.IE5\927JLQ21\AA46~1.MHT
***
C:\Documents and Settings\Sadradeen\Local Settings\Temporary Internet Files\Content.IE5\ARS6X9GC\-E3A2~1.MHT

Tuesday, February 12, 2008

الكاتب ادهم ميران
في آخر اعمال الفنان صدر الدين أمين

الرؤيـــــــــــــة البدائيــــــــــــة إســــــــــــــتعارات وتضمينـــــــــــات
الاتحاد : ادهم ميران

المجموعة الاخيرة من اعمال الفنان صدر الدين امين التي ضمت 46 لوحة، حوت على اجواء مختلفة لمشاهد متنوعة ابطالها حيوانات خرافية وتنانين وعضايا ونباتات وشمس وبشر ومساحات اخرى مكتظة بالرموز، كأنها أرقام طينية آخرى يضيفها الى اعماله السابقة ومشوار جديد لتعميد بنية نصه التشكيلي، ويعود خطابه البصري مرة اخرى ليعلن عن لغة التواصل الكوني التي نسيها الانسان في غفلة اللحاق بركب الحضارة والتكنولوجيا.
أدهم ميران
كما يفعل اي فنان في لوحته يعتمد (امين) على مجموعة عناصر فنية بدءا من مفرداته الشكلية واللونية والخطوط والمساحات الموزعة والعلاقات فيما بينها لصياغة نصه التشكيلي بمحتوى الخطاب، بيد ان الحوارات التي يعتمدها بين عناصره هي سجالات للهيمنة فيما بينها لحساب فضاء الحكاية السحرية وألوان الفصول، واكساب كائناته طاقة دينامية وتعبيرية، تكرارها بصيغ مختلفة يؤسس لجمالية لا تفارق مخيلة المتلقي، جاعلة بعد برهة ألفة غريبة وكأنها مخلوقات واقعية تعيش بيننا، وفي الوقت نفسه لا يقف الفنان عند اسناد الادوار لكائناته فحسب، بل يمضي لتسوية اتجاهات الخطوط والرموز ومساحات الألوان حول محاور حركية متعددة المركز، تهطل من خلفها الفصول الأربعة لتعود بالمتلقي الى خضم الحكاية.
يحاول البدائي المعاصر صدر الدين امين من خلال تجاربه المغرقة في انسنة الكائنات من حولنا والمليئة بنداءات الماضي الآتية من عبق مخيلة الانسان البدائي، استعادة لغة البراءة والبيئة الواحدة كمضمون يحيا به العالم والكون من حولنا، هذا البحث المضني عن الذات والآخر والكون لا يكل لصنع مملكة الحرية والسلام وامبراطوية الطفولة ومملكة المرأة، محاولا الارتقاء بالوعي واللاوعي الى ادراك المعنى الموضوعي والحقيقي للحياة واكسابها مفاهيم انسانية بمستوى الأسطورة التي لم تبارح عقل الانسان منذ وجوده على الأرض، والنابعة من التواصل الحدسي لاستقطاب الكائنات والطبيعة والكون بمستوى متواز، تعيش في خضم حكايات واحلام طالما مرت بمخيلتنا في لجة هروبنا المتناوب من اليقظة الى الحلم او العكس اوبكليهما معا. ان استقصاء هذا التفاعل الديناميكي والطقس السحري ينبئ بتقليص وتهميش مساحة التناقض بين شكل الأجناس من ناحية، والتأكيد على المضمون الاخلاقي الذي يحثنا عليه الوجود من ناحية اخرى، وهكذا يستعير الفنان الرؤية البدائية بتضميناته الخاصة واسلوبه الخاص، الذي لا يختلف تماما عن تجربة فنان الكهوف والهنود الحمر وحضارة سومر والمايا. لما افاد منها (الفنان) وهو يأتي من بطون تلك الحقب ليستكمل ما انتهوا اليه في قراءتهم للكون والطبيعة من حولهم، معتمدا الرمزية الواعية والتجريدات المتسامية لتكثيف الفكرة وخطاب التشكيل بغية تحقيق عالمه الفردوسي الباهر.
في مراجعة عامة لعناوين اعماله الاخيرة كـ(منظر من القرية- حلم الربيع- غابة الحياة- بهجة- حلم الطفولة- الساحر والسمكة- الرجل النسر- المرأة النسر- امطار الغابة.. الخ). سنلاحظ انها لم تخرج كثيرا في مضمونها عن نسق الأفكار وحركة الفن البدائي التي ظهرت ما بعد الحداثة، بيد ان الفنان اضاف اليها عالما طفوليا فسيحا وتجربة ثرية، هي عبارة عن مزاوجة طفولة الفكر وبراءته عند الانسان البدائي، والتفكير عند الانسان في مراحل طفولته، قد تكون بطريقة ما اجواء هذه الأعمال نشوزا عن اجواء الواقع المعاش ولا تتوافق مع بعض المعايير، ولكنها لم تكن الأولى في نشوزها وتهويماتها، فالترانيم والطقوس السحرية التي تحفل بها اعمال الفنان مارسها الانسان البدائي في رسومه ثم تلاها الفنانون الحداثويون (من امثال برانكوزي وشاغال والجزائرية باية محي الدين)، وهذا ليس اسباغ نوع من المشابهة فيما بينها بالتحديد، قدر ما هو تنويه لما آلت اليه مراحل تطور الفن البدائي. وما سمات بناء الصورة في الفكر البدائي ذات الأشكال والمساحات المتقابلة، إلا مرحلة تتطور فيما بعد، ويأخذ الفنان (امين) على عاتقه محاولة رسم ملامح البدائية الحديثة التي اشار اليها في احدى حواراته، مستخدما عناصره التشكيلية بحرية وتلقائية لا متناهية لاضفاء المضمون الروحي والمشهد الزمكاني المتعاقب للكون على الانسان وهو يمثله على هيئة نسر او سمكة او طائر او ديناصور او جعله يتحاور مع الشمس والنباتات والمطر، ضمن عالم رحيب تسوده علاقات مغرقة في البراءة وإيحاءات الأسرة الكونية التي تحثنا للعودة الى أحضانها.
ان عالم الطفولة والميثولوجيا هذا، بكائناته البشرية والنباتية وتنانينه الخرافية، بوجوهها المبتسمة المليئة بالغبطة، والشمس المحتفلة معهم دوما، انما هو عودة بالمتلقي الى انتماءاته المغيبة الخالية من ضغوطات العالم المتحضر وتنافساته القاسية، ومغامرة نبيلة نحو لغة اللاوعي الجمعي الذي اندرس مع تقادم الزمن.
اللعب الذي يصفه (جورج سنتيانا) بأنه احد مصادرالابداع الفني، كان احدى سمات الفنان ضمن تجربته لاقتناص مشهده المراوغ العالق في الذاكرة السحيقة للمكان واللامكان، الزمان واللا زمان، وكانت ضربة الفرشاة الأولى هي البصمة التي تعلن عن ولادة كائناته وسرد زمنها وانسنتها كرونولوجيا. على هذا المنوال استقى الفنان من عصريته وبدائيته، وجوده وسحره معا، فراديسه ليمنح الانسان حضوره مرة أخرى وينتشله من تيهانه وزحمة التكنولوجيا وشبق العقائد الضيقة والاحتراب المذهبي والعنصري، ويعيد اليه صورته الجميله التي اغتيلت في غفلة من الزمن، ليعيش في ارض خالية من الأحقاد والأضغان والخوف
***

Sunday, February 10, 2008

نخبة من رسامي كركوك المشاركين في المعرض


"معرض الـ 11 التشكيلي الأول "فرادات

اربيل - فخري امين
من بين أجمل وأروع الفرادات بل المفاجآت التي حملها هذا المعرض التشكيلي، والتي يندر أن نجد مثيلا أو شبيها لها في أي معرض آخر، كونه معرضا عائليا، فالأعمال المعروضة تعود معظمها إلى آل-أمين، تلك العائلة الكركوكية التي توارثت الفن عموما والرسم خاصة عن آباء فطريين وجدوا في الرسم لذتهم، ولعهم وملعبهم، وطريقتهم في الإفراج عن أزماتهم وتوتراتهم ومشاكلهم، ليستحيل عند الأجيال الجديدة إلى ممارسة إبداعية متطورة، كان الرسام العالمي الكوردي صدر الدين أمين واحدا من تخليقاتها الكثيرة ورموزها..الفرادة الأخرى التي ميزت هذا المعرض، هي ذلك المدى الإبداعي الشاسع في تنوعه وانتماءاته الفنية للأعمال المعروضة فيه، فهي تمتد من الرسم شبه الفطري كما في أعمال أحمد جواد ، إلى انشاءات هيوا عبدالله الحجرية الآشورية، ولا تنتهي طبعا عند تجريدات ديلان عابدين أمين، مجتازة أكاديمية محمد خدر، وسريالية دلير كاكي، وكرافيك تاليب ئه لماس كاكه ي، وتعبيرية رسام الكاريكاتير كرفتار كاكه ي، وتوقيعات فلك الدين أمين الشبيهة بتوقيعات الأختام السومرية لجهة الشكل، لكنها تقترب في تشكيلاتها من عالم الزخرفات الفطرية التي تحفل بها صناعات السجاد التقليدية..فرادة أخرى ارتبطت بهذا المعرض، تمثلت في الإقتصاد في المواد والمساحات والألوان مع المحافظة على القيمة التعبيرية والإبداعية للأعمال ، ربما تأتت هذه الفرادة من نزوع فلسفي وثقافي للتقشف والزهد بغوايات التبذخ التي تدهمنا في كثير من المعارض المفتقرة إلى الإبداع الحقيقي..فرادة إنسانية أخرى رائعة، ذلك الحضور الكثيف لأفراد العائلة من النساء والرجال في القاعة، وتعاونهم العفوي والتلقائي في إستقبال الزوار وتوفير كل ما يلزم لإنجاح المعرض.. لكن سؤالا مشاكسا صغيرا استفزه وجود النساء.. هل يعقل أن تنجب عائلة آل-أمين كل هذا العدد من الفنانين والرسامين الذكور دون أن تكون بينهم امرأة واحدة..؟أتذكر الآن بالمناسبة عائلة آل-سليم التي أنجبت (جواد ونزار ونزيهة )إن تجربة معرض الـ11 فنانا كركوكيا التي استضافتها قاعة كردستان للفن التشكيلي في أربيل للفترة 12-15 كانون أول 2007 بإطارها العائلي الجميل، وآفاقها الإبداعية المتسعة جديرة أن نتوقف عندها لفترة أطول، بيد أنها لم تحظ كما بدا باستحقاقها من التغطية الفنية والإعلامية..وإذا كانت الجماعات الفنية تنتج في الغالب من تقاربات أو تماثلات فنية أو فكرية، فإن معرض الـ11 يشكل نسيج وحده في هذا المجال، فهم مجموعة من الفنانين يربطهم قبل صلة الدم هذا العشق اللا محدود للفن والجمال..وإذا كنا اعتدنا أن نجد في أسواقنا دكاكين أو ورشا عائلية تتوارث حرفة أو تجارة ما، لكم هو موح ورائع، وجدير بالإحتفاء، أن نصادف عائلة تورث ابناءها هذا المهنة الجميلة، وتفتح ورشا لهم لتنشر غبطة اللون، وبهاء الشكل، ونقاء وصفاء وطفولة الروح المبدعة، في سماء هذه اللحظة الكركوكية العراقية القاتمة، حيث تتشكل غيومها من أدخنة الإنفجارات والحرائق، ولا تمطر غير القبح والبشاعة والخراب

***

http://www.newsabah.com/look/article.tpl?IdLanguage=17&IdPublication=2&NrArticle=8754&NrIssue=1032&NrSection=15

Saturday, February 02, 2008

الكاتب عدنان حسين احمد
التشكيلي الكردي صدر الدين أمين ... لوحات بدائية وتواصل إلكتروني بدل العرض في غاليري
لندن – عدنان حسين أحمد
جريدة الحياة - 31 -1 -2008
دأب الفنان البدائي صدر الدين أمين منذ سنوات على اقامة معارضه التشكيلية عبر البريد الالكتروني متخلصاً من عبء الصالات الفنية، وتقاليدها التي لا تخلو من بذخ لا يليق بفنان بدائي.
في العام الماضي وزع صدر الدين أمين 46 لوحة على أصدقائه ومعارفــه الأقربين والأبعدين مشفوعة برسائل الكترونية مملوءة بالسخرية والتهكم والكوميديا السوداء التي لا تستثني أحداً بمن فيهم شخص الفنان وأسرته الكريمة. وتأكيداً لنزوعه الساخر والطريف بعث اليّ بصورة عائلية، يظهر فيها الى جانب زوجته وابنتيه الكريمتين، وقد ذيلها بعبارة «المجانين الأربعة»، بينما ذيّل صورته الشخصية الأخرى مع زوجته بعبارة «الحسناء والوحش». كما أنه لا يجد حرجاً في أن يلقّب نفسه بـ «المرجع التشكيلي الأعلى».
ما يثير الانتباه في تجربة صدر الدين أمين هو نزوعه البدائي من جهة، وتبنّيه الاتجاه التشخيصي في الرسم. ولو سلّمنا جدلاً بأن صدر الدين أعلن قطيعته مع الواقع الراهن، وذهب بكامل قواه العقلية الى الزمن البدائي «الافتراضي» مستعيناً بالتقنية البكتوغرافية أو «الكتابة الصورية» التي تؤهله للبقاء في ذلك العالم المتخيل لأطول مدة زمنية ممكنة، فإننا نستغرب أن يقيم صدر الدين في ذلك الزمن الافتراضي منذ عشرين عاماً أو يزيد. وها هو الآن في معرضه الأخير مصرّ على المكوث في الزمان والمكان الافتراضيين. يحتشد في بعض لوحاته أكثر من مئة «فيكر» أو تكوين، غير أن الوحدة التشكيلية العضوية المرنة يمكن أن تقرأ وحدها تارة، أو ضمن السياق الجمعي الذي وردت فيه.
لا تخلو أعماله من الرؤية الطفولية التي تتشبث بعناصر الدهشة، كما أن رؤية الفنان نفسه، وهـــو يعيش في عالمين اثنين في آن واحد، لا تتبرأ كثيراً من الشطح أو اللمسة الجنونية في بعض الأحيان، تلك اللمسة التي يحبها الفنان ولا يجد حرجاً في اذاعتها أو الإعلان عنها في أي محفل فني أو ثقافي.

ولأنني متابع لموقعه الالكتروني اكتشفــت أنـــه قـد بعث بصور لوحاتـــه التشكيلية الأخيرة الى عـــدد كبير جداً من الكتاب والنقاد والمثقفين والفنانين العراقيين العرب. وكانت الردود في عمومها ايجابـــية، واستطاع صدر الدين فعلاً أن يحفز بعض الأقلام النقدية للكتابة عن تجربته كما لو أنه أقام معرضاً شخصياً في صالة فنية مرموقة.
ما سر اهتمام النقاد والفنانين العراقيين والعرب بتجربة الفنان البدائي صدر الدين أمين؟ وهل مردّ ذلك تيماته أو موضوعاته الغريبة، أم تقنيته التشخيصية، على وجه التحديد؟ البعض يرى أنه صانع ماهر للدهشة والغرابة، فيما يرى البعـــض الآخر أنه فنــان بدائي عـــاش بالمصادفة في الــزمــن الراهن! وحينمــــا يثيــر السائل جملة من التساؤلات، لا يتوقع، بالنتيجــــة، أن يحصل من الفنان علــى أجوبة شافية لأسئلته المورقة.
احتشاد السطح التصويري بهذا العدد الكبير من الأشكال والمصغرات التكوينية يكشف عن غزارة تيمات الفنان، فلوحته أشبه بالغابة الكثيفة التي قد تضيق أحياناً بأشجارها فتعوق الوصول اليها أو التجوال تحت ظلالها الوارفة. ويستنفر الفنان مكامن مخيلته للوصول الى الزمن البدائي الأول ليؤسس تجربته عليه. وما يميز لوحة صدر الدين عن غيرها هو احتفاليتها. فلوحته تحتفل بمخلوقاتها الغريبة والاستثنائية والنادرة. الألوان مبهجة، مشرقة، فرحة، وخطوط تكويناته البشرية أو الحيوانية أو النباتية قوية جداً، تكشف عن ثقة الفنان بنفسه. ثمة حيوانات وطيور يمكن أن نردها الى الأسد واللبوءة والفهد والتنين والأيل والثعلب والدجاجة والطاووس والديك الرومي والهدهد ونقار الخشب والعندليب وما الى ذلك. وهناك شموس وأقمار ونجوم وأجرام سماوية مصغرة، وهناك أشجار وأنهار وغدران وبحيرات تسبح فيها حيوانات صغيرة تأخذ شكل الرموز والأحرف السومرية القديمة.

وإضـــافة الى كـــل هذه المعطيات، هناك «الشامان» وهو الكائن القبلي الوسيط بين كائنات العالم المرئي وبين أرواح العالم اللامرئي، يقوم بممارسة السحر لأغراض العلاج والسيطرة على الاحداث الطبيعية.
استثمر صدر الدين «الشامانية» بصفتهـــا تعبــيراً عن حيوية المادة، ويعتقد أتباع هذا الاتجاه «الأرواحي» بأن كل ما في الكون له روح أو نفس، بل يذهبون أبعد من ذلك حينما يقولون بأن للكون نفسه روحاً هي «المبدأ الحيوي المنظم للكون (بحسب تفسير قاموس «المورد»).
يرى صدر الدين من الناحية الفنية أن دوره أقرب الى دور الشامان عبر «اللوحة الشامانية» التي تمسك بشيء غير مرئي، في الاقل، وتضعه في صلب العمل الفني. وعلى رغم أن الطقوس الشامانية تمارس في الأجزاء الشمالية من آسيا، إلا أن صدر الدين مفتون بطقوسها التي يمارسها الأميركيون البدائيون الذين هم أقرب الى روحه ونظرته البدائية للكون.
لا بد من الاشارة الى ان صدر الدين قد أفاد كثيراً من موروث الحضارات العراقية المتعاقبة، لكن تأثير الحضارة السومرية يظل الأقوى، وذلك لقرب الأحرف السومرية من «الكتابة الصورية» المشار اليها. وهذه الخلاصة تشجعنا على القول إن صدر الدين هو شامان سومري ظهر مصادفة في أواخر القرن العشرين!
****